الأربعاء، 13 فبراير 2013

الأمراض البكتيرية و أهميتها السياسية


عنوان البحث : الامراض البكتيرية وأهميتها السياسية
أن البكتريا هى نوع من الكائنات الدقيقة التى تنتشر فى كل مكان على سطح الأرض حيث انها لا تحتاج الى حيز كبير من الفراغ فهى تعيش فى التربة وفى المياه العذبة و المالحة وفى اعماق البحار و الثلوج ومياه الينابيع وفى الثلوج و الهواء حيث أن البكتريا تستطيع أن تعيش فى حيز واسع من درجات الحرارة المختلفة وتستطيع أن تعيش على سطح الكثير من الحيوانات و الإنسان أبضا او متطفلة على أجزاءهم الداخلية .
وبالرغم من أن الشائع هو أن البكتريا كائنات ضارة لأنها تسبب العديد من الأمراض الا ان هناك الكثير من أنواع البكتريا المفيدة وكما يقال ( رب ضارة نافعة ) فهذا ينطبق على البكتريا ليس فقط المفيدة او غير الممرضة ( Avirulet  ) وانما ايضا البكتريا البكتريا الممرضة (virulet  ) من الممكن أن  ترد الحقوق لأصحابها وذلك يتضح فى استخدام بعض الدول النامية للبكتريا الممرضة كسلاح بيولوجى ضد أعدائهم وفى هذا المجال  سنتناول بالعرض بعض الأمراض البكتيرية الشائعة وأحدث الامراض البكتيرية التى تستخدم كسلاح بيولوجى وهى الجمرة الخبيثة .
اولا : نبذه عن بعض الامراض البكتيرية الشائعة :
1- مرض الالتهاب الرئوى ( PUNUMONIA )
هو مرض خطير يصيب الرئتين .
طرق العدوى :
عن طريق تنفس رذاذ هواء محمل بالبكتريا المسببة للمرض عن طريق السعال او العطس للشخص المصاب .
كما تحدث العدوى عندما تهاجم البكتريا الموجودة فى الفم او الأنف الرئة وخاصة أثناء النوم .
الاعراض :
1-   تبدا الأعراض بنزلة برد ثم يعقبها ارتفاع حاد فى درجة الحرارة .
2-   رعشة .                                  3- سعال ببلغم ويكون به دم .
4-   الم فى الصدر وفى بعض الاحيان يكون فى جهة واحدة من الصدر .
5-   صعوبة فى التنفس احيانا .
6-   ارتفاع فى درجة الحرارة وقد تصل الى 40 درجة .
7-   ومن الممكن أن يحدث تغير فى لون الجلد الى اللون الازرق عندما يقل الاكسجين الذى يصل الى الدم .
8-   ومن الممكن أن تشتمل الاعراض على سعال يسوء تدريجيا وصداع والم فى العضلات .
أنواع البكتريا التى تسبب الاصابة بالالتهاب الرئوى :
1- streptococcus   pneumonia
2- Hemophilus   influenza
3- Legionella pneumonia
4- Mycoplasma pneumonia
العلاج :
يقوم الطبيب المعالج بالعلاج بعد تشخيص المرض عن طريق المضادات الحيوية مثل : البنسلين ، الاورومسين ، التيتراميسين وذلك مع الإكثار من السوائل الدافئة ومخفض لدرجة الحرارة .
2- مرض الزهرى :
هو مرض معدى يصيب الجهاز التناسلى .
طرق العدوى :
مع الاتصال الجنسى او الجماع بشخص مصاب .


اعراضة :
يبدأ المرض بعد فترة حضانة من 3 أسابيع الى 6 اشهر بظهور قرحة صلبة غير مؤلمة على طرف الجهاز التناسلي وقد  تظهر القرحة على الشفة او الأنف او الإذن او بين الثديين وبعد ذلك تختفى القرحة اذا لم يتم العلاج ولكن المرض قد يكون قد انتقل للمرحلة الثانية و التى تتسم هذه بظهور طفح وردى على الظهر و الإطراف وفى الفم وتستمر هذه المرحلة من 4 – 5 سنوات وبعد ذلك ينتقل المرض الى المرحلة الثالثة من 5 – 10 سنوات والتى تبدأ بظهور أورام جلدية تنفجر وتتقرح وتشوه مظهر الجسم  ثم تنتقل البكتريا الى الدم ثم الى المخ و الكبد و العظام وقد يصاب المريض بالشلل  وتضخم العظام .
البكتريا المسببة للمرض : (Hemophilus ducreui  )
العلاج :
عن طريق المضادات الحيوية التى سبق ذكرها .
3- مرض الكوليرا :
هو مرض معد ينتج عن طريق الإصابة ببكتريا واوية الشكل ( على شكل حرف واو ) تعيش داخل الأمعاء الدقيقية للشخص المصاب .
طرق العدوى :
عن طريق تناول الطعام و الشراب الملوث ببكتريا المرض و الذباب له دور فى نقل هذا المرض عن طريق نقل البكتريا من براز الشخص المصاب الى الشخص السليم .
الأعراض :
بعد فترة حضانة تتراوح بين 6 ساعات الى 48 ساعة فتظهر الأعراض على شكل الام فى الظهر و الإطراف مع إسهال وقئ متكرر وألم شديد ويفقد الشخص نتيجة ذلك كميات كبيرة من السوائل فيقل بوله ويجف جلده ويشعر بالبرد الشديد كما تزرق شفتاه ووجه وأظافره واذا لم يتم إسعاف المريض خلال ساعات ينتهى الأمر الى الوفاة ,
الوقاية و العلاج :
و للوقاية من هذا المرض يجب غسل الخضروات و الفاكهة جيدا بالماء و تطهيرها بالمطهرات مثل محلول برمنجانات البوتاسيوم بنسبة 1 – 2 لكل لتر واحد من الماء وغلى الماء و الحليب قبل شربها و العناية بالنظافة العامة .
أما العلاج لان أصبح من الأمور البسيطة حيث يتم عن طريق إعطاء المضادات الحيوية وإعطاء كميات كبيرة  من السوائل .
4- مرض الدفتريا : ( Diphtheria   ) :
أعراضه :
التهاب البعلوم ، انخفاض اللوزتين مع ارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية .
وتسبب بكتريا عصوية تفرز هذا البكتريا السموم التى تنتشر فى الدم وتصل الى أعضاء هامة فى الجسم مثل القلب و الكليتين وتسبب لها ضرر .
طرق العدوى :
فهى كثيرة منها السعال و العطس الذى يجعل البكتريا المسببة للمرض تنتشر مع الرذاذ فى الهواء ويتنفسها الشخص السليم عندما يتعرض لها .
يمكن أن تنتقل عن طريق الاغذية الملوثة مثل الحليب .
العلاج :
يتم عن طريق أعطاء المريض الحقن المضادة لسموم الدفتريا وقد امكن فى الوقت الحاضر حماية الأطفال من مرض الدفيتريا وذلك يحقن الطفل بـ ( التوكسيد ) الواقى من المرض فى العام الاول من الولادة .
وهناك العديد و العديد من الأمراض البكترية الاخرى مثل السيلان و السل و التيفود و غيرها من الأمراض التى كانت إمراض قاتلة بالامس الا انها الان أصبحت ممكنة العلاج وذلك عن طريق الكثير من المضادات الحيوية التى يتم استخلاصها من كائنات دقيقة بكتيرية او فطرية .
ثانيا : البكتريا كسلاح بيولوجى  :
تعريف السلاح البيولوجى :
هو إنتاج لكائنات حية تسبب الأمراض سواء كانت بكتريا او سموم ناتجة من العمليات الحيوية لهذه الكائنات و التى تسبب فى حدوث امراض للانسان و الحيوان و النبات ومن اهم أمثلتها  الصفرا و الجمرة الخبيثة و التيفود و الكوليرا ويمكن زيادة قدرة الاصابة لدى هذه الكائنات او إضافة صفة جديدة لخواصها عن طريق الهندسة الوراثية
الشروط الواجب توافرها فى البكتريا المستخدمة كسلاح بيولوجى
1-   سهولة زراعتها وتكاثرها .
2-   أن تكون البكتريا مقاومة للظروف الجوية المختلفة .
3-   أن تكون تركيبها وخواصها ثابتة تحت ظروف التخزين .
4-   أن تكون البكتريا متخصصة بحيث تصيب افراد معينة .
5-   أن يكون علاجه متوافرا .
مميزات السلاح البيولوجى :
1-   سلاح رخيص الثمن حيث يمكن انتاجها فى المعمل .
2-   لا يحتاج الى خبرة كبيرة فى التصنيع و لكنها للدقة و الحذر .
3-   سرعة تكاثر الكائنات .
4-   اختلاف طرق تخزين هذه الأسلحة .
5-   خضوعها للعوامل الطبيعية مثل الرياح و الأمطار .
مثال الجمرة الخبيثة :
تعد الجمرة الخبيثة من الأمراض التى تستخدم فى ترسانات الحروب و البكتريا المسببة لهذا المرض هى Bacillus anthracis ويمكن تحضيرها بصورة بسيطة غير معقدة بواسطة بعض المختصين المهرة من علماء الأحياء الدقيقة فهى سلاح غير معقد مثل الأسلحة النووية و الكيميائية كما انها تضاهيها فى التأثير .
لذلك فكما يقول الأستاذ جاسر عبد العزيز جاسر فى مقالة بعنوان " ماذا وراء نشر رعب الجمرة الخبيثة " من أن الجمرة الخبيثة هى سلاح الفقراء الذى يمكن تحضيره بكميات وبإمكانيات عادية كما أنه لا يوجد بها أسرار تقنية لدينا كمختصين شرقيين فمثلما يحدث فى مصانع نتاج المضاد الحيوى البنسلين و اثناء صناعة البنلسين حيويا توضع جراثيم فطرة البنسليوم فى تنكات كبيرة تحتوى على السائل المغذى للبنسلين و الذى يحتوى على مصادر كربونية ونيتروجينيه وفسفور ويقلب هذا السائل بالجراثيم المحقونة فيه ويدفع فى جهاز يسمى المفاعل الحيوى Fermentor  حيث يتحكم هذا الجهاز فى عوامل نمو الفطر ويقيس أيضا كمية نمو الفطرة وانتاجها من المضاد الحيوى البنسلين وبعد تمام نمو الفطرة يكون البنلسين قد  أنتج بالسائل ومن ثم يسحب السائل بما فيه من بنسلين وينشف البنسلين كيميائيا نفس الخطوات السابقة تقريبا قد تتبع لتصنيع سلاح بيولوجى بالجمرة الخبيثة فبدلا من استخدام فطرة البنسليوم تستخدم بكتريا
B anthrocis  لإنتاج سلاح الجمرة الخبيثة .
وياتى الخطر الفادح أن استعلمت سموم البكتريا كسلاح بيولوجى حيث يمكن استخلاص هذه السموم و تنقيتها بالتحليل الكهربى الكيميائى واستخدامها لإحداث المرض بطريقة اشد فعالية من الاصابة بالميكروب نفسه نظرا لتركيز السم واصباته مباشرة وظهور لأعراض بصورة فورية  اكثر من الميكروب نفسه فى الحرب الحيوية وذلك لان البكتريا الخاصة بالجمرة الخبيثة مثلا او غيرها تأخذ فترة حضانة من ساعات قلائل لإحداث المرض للإنسان وذلك كى تستطيع أن تفرز الخلايا السليمة الاخرى .
حيث وجد أن واحد ملى جرام  " جزء من الف جزء من الجرام " من أقوى سم بكتيرى معروف وهو سم البوتشولين المنتج ببكتريا Clostraidun tetani يقتل مليون خنزير من خنازير غينيا وهى خنازير استوردت للتجربة .
وقدرت القوة التدميرية لثلاث كيلو جرامات من هذ1 السم انه قادر على إبادة جميع البشر بالمعمورة .
ومن المعروف أن مرض الجمرة الخبيثة نادر الحدوث بصفه عامة وخصوصا فى الدول الصناعية مثل الولايات المتحدة وهو من الأمراض المهنية التى تحدث بين عمال صناعة الجلود و الشعر و الصوف و العظم ومنتجاته ، وكذلك يصيب البيطرين وعمال الزراعة الذين يتداولون الحيوانات المصابة بالمرض وأيضا يمكن أن يصيب الجزارين ومن يعملون بالمسالخ  ومصانع اللحوم ومشتقاتها  من المواد الغذائية التى تعتمد على هذه الصناعة وهو متوطن فى المناطق الزراعية من العالم التى تشيع فيها الجمرة بين الحيوانات مثل دول امريكا الجنوبية واستراليا ونيوزلندا وبعض الدول الأفريقية و الدول الأوربية التى تشتهر بتجارة المواشى و اللحوم  وقد يحدث المرض عن طريق حدوث بعض التقلبات الجوية و غير الأحوال البيئية كحدوث الكوارث مثل الفيضانات و الجفاف مما يؤدى الى وصول جراثيم الجمرة الهاجعة الى سطح التربة .
طرق نقل العدوى :
1-   تحدث العدوى للجلد بملامسة أنسجة الحيوانات ( الماشية ، الخراف ، الماعز ، الخنازير ) والتى تهلك بسبب المرض او ملامسة الشعر و الجلود الملوثة او التربة المرتبطة بالحيوانات المصابة .
2-   تنتج الجمرة الرئوية : عند استنشاق البذور المقاومة او التربة الملوثة ولم يثبت أن هناك اى دليل على أن لبن الحيوانات المصابة ينقل المرض .
3-   يمكن أن تنتشر الطيور الجارحة مثل الصقور و النسور وخلافها الميكروب من مكان لأخر .
4-   كما قد تنتقل العدوى عرضا بين العاملين فى المخدرات فحالة الإهمال عند التعامل مع عينات المرضى المصابين بالجمرة .

فترة الحضانة :
من 2 – 5 ايام ويمكن أن تصل الى 7 ايام .
طرق المكافحة :
أ- الإجراءات الوقائية :
1- يوجد فى الولايات المتحدة الامريكية لدى مركز مكافحة المرض باتلانتا – جورجيا لقاح خال من الخلايا للأشخاص المحفوفين بالخطر وهو فعال للوقاية من الجمرة الخبيثة .
2- التثقيف و التوعية للموظفين الذين يتعاملون مع أدوات محتملة التلوث فيما يتعلق بالنظافة الشخصية .
3- مكافحة الغبار و التهوية السليمة فى الصناعات المحاطة بخطر العدوى .
4- الغسيل الجيد و التطهير والتعقيم للشعر و الصوف و الجلد ومسحوق العظام او غيرها من الأعلاف التى تقدم للحيوانات .
5- منع بيع الجلود و اللحوم التى تعرضت للإصابة .
6- التطعيم سنويا للحيوانات الموجودة فى مناطق التوطين .
7- تجرى معالجة السوائل و النفايات التجارية لمصانع السماد التى تتداول حيوانات محتملة التلوث .
ب- الإجراءات العلاجية نحو المريض و البيئة المحيطة :
1- تبليغ السلطة الصحية المحلية : التبليغ اجبارى فى معظم الدول ويبلغ ايضا الى السلطات المسؤوله عن الحيوانات الأليفة او الزراعية .
2- العزل : عزل الجروح حتى يثبت بالطرق البيكترولوجية خلو الافات من باسيلات الجمرة ، ومن الحكمة حفظ حالات الجمرة الرئوية فى عزل تام .
3- التطهير اللازم : لكل افرازات الآفات و الادوات التى تتلوث بها و البذور المقاومة تحتاج الى تعقيم بالبخار او الحرق لضمان أبادتها التنظيف  النهائى
4- الحجر الصحى : لا يلزم
5-  تحصين المخالطين : لا يوجد .
6- العلاج : يكون عن طريق المضادات الحيوية بوجة عام بوجه خاص دواء ciprofloxacin  و الاسم التجارى  Cipro كما يمكن استخدام البنسلين كعلاج أساس الإصابة بالمرض وكذلك يمكن استخدام أدوية مثل الارثروماسين او التتراسيكلين .
7- التشخيص المجهرى : بعده طرق مثل :
أ- الفحص بالمجهر الضوئى بعد الصبغ بجرام ( Ve + G )
ب- الزراعة و الإكثار فى الصحون الزجاجية .
ج- عن طريق إكثار واستنساخ الحمض النووى مخبريا بجهاز ( PCR ) حيث يمكن بهذه الطريقة الكشف عنها حتى ولو كانت جرثومة واحدة خلال ساعتين .











                                             عمـل الطـالبــة
                                        دينا جودة محمد


المــراجــــع

1-   جاسر عبد العزيز جاسر ـ ماذا وراء رعب الجمرة الخبيثة ، جريدة الجزيرة العدد 10614 .
2-   أ . د / سعيد زغلول وآخرون ، اسلحة الحرب الحيوية بين النظرية و التطبيق ، مطبوعات كلية الملك خالد العسكرية ، 1988 م .
3-   د / جمال عبد العزيز ، الميكروبيولوجية الصناعية ، مطبوعات جامعة الزقازيق ج ، م ، ع ، 1998 م .
4-   كتاب بيرجى ( تقسيم وتصنيف البكتريا ) لعام 1992 م .
5-   كتاب الأحياء الدقيقة الطبية لـ ( جرين وود )  عام 2000 م . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق